oussama el assri

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

bounjour

قم بالتسجيل معنا لتربح جوائز قيمة

    الارهاب

    avatar
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 7
    نقاط : 16
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 09/09/2010

    الارهاب Empty الارهاب

    مُساهمة  Admin الأحد سبتمبر 12, 2010 4:12 am


    الارهاب ظاهرة حديثة –قديمة عانت منها المجتمعات على مر التاريخ ولا ترتبط بمنطقة أو بثقافة أو بمجتمع أو بجماعات دينية أو عرقية معينة، ولكن الظاهرة ترتبط بعوامل اجتماعية وثقافية وسياسية وتكنولوجية أفرزتها التطورات السريعة المتلاحقة في العصر الحديث، فقد شهدت العقود الأخيرة من القرن العشرين بروز العديد من التنظيمات المسلحة والعمليات الإرهابية في مختلف أنحاء العالم.
    إن ما يميز ظاهرة الإرهاب في العصر الحديث تطورها الملحوظ من حيث اعتمادها على التخطيط والتنظيم وكثافة التسليح وضخامة الإمكانيات المتاحة للجماعات الإرهابية، حيث أصبحت تمتلك الأسلحة والمعدات لتنفيذ النشاطات الإرهابية بمعدلات غير مألوفة كماً ونوعاً، كما أن أعداد الضحايا الأبرياء في الغالب قد تزايدت بصورة غير مسبوقة، ولم تقتصر الضحايا على جنسية أو قومية أو عرق معين، بل شملت عمليات الإرهاب ضحايا من جميع الدول والأجناس على المستوى المحلي والدولي، ذلك أن هؤلاء الضحايا ليسوا المستهدفين مباشرة من الأعمال الإرهابية وإنما هم وسيلة للضغط على أو لتحقيق منفعة شخصية أو الحصول على فدية للقائمين على الإرهاب وهذا ما يميز الإرهاب الحديث عن الإرهاب التاريخي.
    ومن جهة أخرى فقد تميز الإرهاب الحديث بتعدد وتنوع صوره وتدمير الموارد الحيوية والبنى الأساس واغتيال الشخصيات المهمة وغيرها من الأعمال الإرهابية التي تحقق أهداف الإرهابيين.لقد تطورت ظاهرة الإرهاب وتعقدت بحيث أصبحت أسلوباً من أساليب الحرب بين الدول والجماعات والأحزاب، إلا أنها تتميز عن الحرب التقليدية بأنها لا تراعي قانوناً أو عرفاً أو أخلاقاً، كما أنها تقوم على الرعب والعنف وتصيب المدنيين العزّل ولا تميز بين رجل وامرأة، شيخ أو طفل، هدف مدني أو عسكري، هذه الأعمال الإرهابية تشمل أهدافاً غير متوقعة وينتج عنها خسائر معنوية ومادية جسيمة.
    إن ما يميز الإرهاب الحديث عن الإرهاب التاريخي أيضاً تأثير الإعلام بشكل كبير في هذه الظاهرة سواءً من حيث الأهداف أو النتائج، فكثير من أعمال الإرهاب الحديث تستهدف التعريف بالقضية أو الموقف السياسي للإرهابيين، كما أن موقف الجمهور يتشكل غالباً من خلال ما تبثه وسائل الإعلام عن العمل الإرهابي وهذا زاد من مخاوف الباحثين من أن وسائل الإعلام تسهم في تشويه فهم وإدراك الناس لقضايا معينة.

    الإرهاب له أسبابه ودوافعه وبيئته الخصبة التي ينشأ من خلالها وينمو ويترعرع في ظلالها وأكنافها تمارسه الجماعات والمنظمات والأفراد والدول بأشكال متعددة ووسائل مختلفة و لا يمكن أن ينشأ إلا من بيئة فيها تنازع واختلاف وتفرق على أمرها أو على سبب ما سواء كان ذا قيمة أم بلا.
    وأهم البيئات التي ينشأ منها الإرهاب ويجد نفسه في حالة من التفوق هي:
    1. البيئة الاستبدادية التي يمارس فيها القمع والاضطهاد من قبل الأنظمة الحاكمة نفسها.
    2. البيئة الفقيرة التي يعيش فيها الناس على هامش الحياة.
    3. البيئة الفقيرة التي ينعدم فيها التواصل وتسد فيها قنوات الاتصال ما بين القمة والقاعدة.
    4. البيئة التي تسود فيها مظاهر التمييز والتفرقة ما بين أبناء الأمة الواحدة.
    5. البيئة التي يشعر الإنسان فيها بأنه فاقد لحقوقه وكرامته وبأنه مهمش ليس له قيمة.

    قد تكون هذه بعضا من أسباب إرهاب الأفراد والجماعات ولكن لا بد من ذكر الأسباب التي قد تؤدي لإرهاب الدول والشعوب والتي من أهمها:
    1. اغتصاب حقوق الشعوب وممارسة الظلم والعدوان والحرمان عليها.
    2. الاستعمار الذي يؤدي إلى انتهاك حقوق الشعوب.
    3. الاعتداء على الدول واستخدام القوة ضدها والاعتداء على سيادتها.
    4. التدخل في شؤون الدول الداخلية.
    5. استغلال خيرات الشعوب ومواردها الطبيعية.


    معالجة ظاهرة الارهاب تتطلب فهمًا جيدًا لهذه الظاهرة من جميع جوانبها، والوقوف على أسباب ظهورها، حتى يكون التعامل معها مبنيًا على أسس علمية صحيحة. إن إدراكنا للظروف التي ينمو فيها الإرهاب يجعلنا نصل إلى قناعة بأن الالتزام بمتطلبات الإصلاح السياسي والاقتصادي والثقافي هو البوابة الرئيسة الأولى لإنهاء هذه الظاهرة من مجتمعاتنا.



      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة أبريل 19, 2024 7:28 am